الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه من وسوسة في الطلاق، ثم ننبهك على أن الطلاق لا يقع إلا بلفظ صريح يدل عليه أو كناية، قال ابن قدامة في المغني: إذا ثبت أنه يعتبر فيه اللفظ, فاللفظ ينقسم فيه إلى صريح وكناية, فالصريح يقع به الطلاق من غير نية, والكناية لا يقع بها الطلاق حتى ينويه, أو يأتي بما يقوم مقام نيته. انتهى.
كما أن الطلاق لا بد فيه من القصد، وأن مجرد جريان لفظ الطلاق على لسان المتحدث من غير قصد له لا يقع به الطلاق، ومن ذلك ما يكون على سبيل الحكاية والتعليم والإخبار وسبق اللسان والغلط، وراجع الفتوى رقم: 162181.
كما لا يقع الطلاق بالكلام النفسي، فإذا تقرر جميع ما ذكر علمت أن جميع ما ذكرته ليس في شيء منه ما يقع به الطلاق، فأرح نفسك من مثل هذه الوساوس والشكوك، وأبعد عنك هذه الهموم والهواجس فإنها من الشيطان الرجيم، فاستعذ بالله تعالى من كيده، وأكثر من الدعاء والالتجاء إليه، ثم اعلم أن أنفع علاج لمثل هذه الوساوس هو الإعراض عنها جملة وعدم الالتفات إليها، فتتبعها سبب لرسوخها وتمكنها، وراجع الفتوى رقم: 3086
والله أعلم.