الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنحن نأمرك بأن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا عاجلة لا تؤخرها ولا تسوف فيها، فإن زين لك الشيطان أن توبتك لا تقبل حتى تكون في يوم معين فأعرض عن تزيينه ووسوسته، واعلم أن الله تعالى يقبل التوية في كل وقت ويثيب عليها، واعلم أنك بحمد الله على ملة الإسلام لم تخرج منها، فلا تغتسل لتدخل في الإسلام، لأنك لم تخرج منه أصلا، ومهما وسوس لك الشيطان بأنك ارتكبت ناقضا من نواقض الإسلام فلا تلتفت إلى وسوسته وإنما تتوب إلى الله تعالى، لأن التوبة من أفضل الأعمال، ولأن العبد لا ينفك عن ذنب يوجب التوبة والرجوع إلى الله تعالى، ومهما أتتك الوسوسة في أي باب من أبواب الدين سواء في العقيدة أو في العبادات من طهارة وصلاة ونحو ذلك، فأعرض عنها ولا تلق لها بالا، واعلم أنها من كيد الشيطان ومكره وتلبيسه عليك وإرادته بك الشر، فلا تمكنه من ذلك، واستقم على شرع الله تعالى ما أمكنك، واجتهد في الدعاء بأن يصرف الله عنك ما تعاني منه من المرض.
والله أعلم.