الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما بقاؤك في العمل لدى البنك الربوي فلا يجوز لك من غير ضرورة تلجئك إلى ذلك، كأن تخشى على نفسك أوعيالك الضياع والهلاك إذا تركت العمل فيه لكونك لا تملك ما تنفقه حينئذ، وأما إن كنت ذا مال أوتستطيع وجود عمل مباح تنفق منه على نفسك وعيالك، ولو كان راتبه أقل لكنه يكفيك فلا يجوز لك البقاء في العمل المحرم وأنت مقبل على ربك، فإياك ثم إياك أن تقدم عليه وقد فرطت في جنبه، وأقمت على ما تأذن بمحاربة فاعله من الربا والعمل فيه، وقد جاءك النذير وقامت عليك الحجة، فاتق الله تعالى في نفسك وأهلك، ومن تاب تاب الله عليه وغفر ذنبه، ومن اتقاه يسر أمره، ومن ترك له شيئا عوضه خيرا منه، وأما ما بيدك من المال الحرام مما تحصلت عليه من ذلك العمل فقد بينا حكمه في الفتوى رقم: 32762.
وننبه إلى أن من تزوج بمال حرام فزواجه صحيح، وكذلك لو حج حجة الإسلام بالمال الحرام فحجته صحيحة، أما القبول من عدمه فمرده إلى الله تعالى.
والله أعلم.