الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن طلب العلم والالتزام بالشرع طلبا لما وعد الله تعالى به عباده المؤمنين من السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة لا يتنافى مع الإخلاص، فقد قال الله تعالى: فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا {طه: 123ـ124}.
وانظر الفتويين رقم: 147295120085وما أحيل عليه فيهما.
والمسلم يعبد الله تعالى لينجو من العذاب، ولينال الثواب، ولأن الله تعالى وحده هو المستحق للعبادة، ولا تعارض بين هذه الثلاثة، فالعبادة هي الجمع بين حب الله تعالى ورجاء رحمته والخوف من عذابه، وأعظمها الحب، والقرآن الكريم مليء بآيات الترغيب والترهيب والأمر بالخوف والرجاء فمن ذلك على سبيل المثال قول الله تعالى: وادعوه خوفا وطمعا {الأعراف:56}.
قال القرطبي: مر بأن يكون الإنسان في حالة ترقب وتخوف وتأميل لله عز وجل، حتى يكون الرجاء والخوف للإنسان كالجناحين للطائر يحملانه في طريق استقامته، وإن انفرد أحدهما هلك الإنسان.
وقد وصف الله تعالى أنبياءه وصفوته من خلقه بقوله: إنهم كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا ورهبا {الأنبياء:90}.
قال الطبري: رغبا في رحمة الله، ورهبا من عذاب الله، ولا ينبغي لأحدهما أن يفارق الآخر.
وقال ابن تيمية في الفتاوى: ومن قال من هؤلاء ـ بعض الشيوخ ـ لم أعبدك شوقا إلى جنتك ولا خوفا من نارك فهو يظن أن الجنة اسم لما يتمتع فيه بالمخلوقات والنار اسم لما لا عذاب فيه إلا ألم المخلوقات وهذا قصور منهم عن فهم مسمى الجنة، بل كل ما أعده الله لأوليائه فهو من الجنة والنظر إليه هو من الجنة ولهذا كان أفضل الخلق يسأل الله الجنة ويستعيذ به من النار، ولما سأل بعض أصحابه عما يقول في صلاته: قال إني أسأل الله الجنة وأعوذ بالله من النار، أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال: حولها ندندن.
والله أعلم.