الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الحديث رواه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ولفظه: الكلمة الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها.
قال الترمذي: هذا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ الْمَخْزُومِيُّ يُضَعَّفُ فِي الحَدِيثِ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ ـ وحكم الألباني على الحديث بأنه ضعيف جدا.
ورواه ابن حبان في الضعفاء عن أبي هريرة ولفظه: الكلمة الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها جذبها.
وهذا الحديث وإن لم يثبت مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإن معناه صحيح، وذلك أن المؤمن لا يزال طالبا للحق حريصا عليه، ولا يمنعه من الأخذ به حيث لاح وجهه شيء، فكل من قال بالصواب أو تكلم بالحق قبل قوله وإن كان بعيدا بغيضا، وقد قال تعالى: ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا { المائدة:8}.
فليس بغض المؤمن شخصا ما بحامله على رد ما جاء به من الحكمة والخير، بل هو يأخذ الحكمة من أي وعاء خرجت وعلى أي لسان ظهرت على حد قول القائل:
لا تحقرن الرأي وهو موافق حكم الصواب إذا أتى من ناقص.
فالدر وهو أعز شيء يقتنى ما حط قيمته هوان الغائص.
والله أعلم.