الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن استحضار النية لا بد منه عند أداء كل عمل يرجى منه الثواب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. متفق عليه.
فالنية هي التي تميز العبادات عن العادات، وتمييز العبادات بعضها عن بعض، ولذلك فإن المسلم يحتاج إلى استحضارها عند مزاولة كل عمل يقوم به لتمييز العبادات عن بعضها، وتمييزها عن العادات، فإذا أراد أداء الصلاة فلا بد من استحضار نية الصلاة المعينة وهل هي للظهر أو العصر، أو هي فريضة أو نافلة وهكذا بقية أعماله، ولا يجزئ سبق نيته العامة أن كل صلواته وأعماله وحياته ومماته لله تعالى، وأما الآية الكريمة المشار إليها فهي توجيه من الله تعالى لعباده أن تكون أعمالهم كلها لله تعالى، وليس لأحد فيها نصيب، كما قال الطبري في التفسير: يعني: أن ذلك كله له خالصاً دون ما أشركتم به، أيها المشركون، من الأوثان، لا شريك له في شيء من ذلك من خلقه، ولا لشيء منهم فيه نصيب، لأنه لا ينبغي أن يكون ذلك إلا له خالصاً.
هذا، وبإمكانك أن تطلعي على المزيد من الفائدة عن هذا الموضوع في الفتاوى التالية أرقامها: 2905، 12183819569، 40763، 113878، 156353.
والله أعلم.