الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يجوز الدعاء على النفس، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم. أخرجه أبو داود.
فالذي يجب لمن خاف على نفسه من غضب الله بسبب المعاصي هو أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يسأله المغفرة، ويستعينه على خلاص نفسه من الذنوب، أما الدعاء على النفس أو تمني الموت فإنه لا يجوز بحال مهما كانت الظروف، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، وليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لى. رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وفي صحيح البخاري وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال: لا يتمنى أحدكم الموت، إما محسنا فلعله يزداد، وإما مسيئا فلعله يستعتب.
فعلى المسلم أن يبتعد عن المعاصي كلها، ويستعين بالله تعالى على تركها، والمسلم إذا تاب من الذنب، فإن الله تعالى يقبل توبته، فإذا غلبته نفسه وعاود الذنب فليجدد التوبة مرة أخرى، ونرجو الله أن يتقبل منه، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال: أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبد ذنباً فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك.
أي: ما دمت تتوب توبة نصوحاً مستوفية الشروط، سالمة من موانع القبول.
وقد سبق لنا بيان حرمة الاستمناء وما فيه من أضرار، وبيان أهم ما يعين على اجتنابه في الفتاوى التالية أرقامها: 23935, 717023008.
والله أعلم.