الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك العافية، ثم اعلمي ـ شفاك الله ـ أن ما أنت فيه وما تعانين منه إنما هو من كيد الشيطان ومكره بك، يريد بذلك أن يردك إلى ما كنت عليه من اللهو وترك الاستقامة، واعلمي أنك بحمد الله على خير كبير، وكلامك يدل على ما تتمتعين به من حب للدين ورغبة في الخير والصلاح، ونحن نحسبك ـ والله حسيبك ـ من المستقيمات على الشرع، ونرجو أن يكون الله تعالى راضيا عنك، وإياك أيتها الأخت الكريمة واليأس من روح الله والقنوط من رحمة الله، وأنت لست بحمد الله كما ذكرت من الشر، بل كوني على رجاء مغفرة الله تعالى، وحسني ظنك به ما أمكن فهو عز وجل عند ظن العبد به، وأما هذه الوساوس فإنها لا تضرك البتة، بل كراهتك لها ونفرتك منها دليل على صدق إيمانك وصحة يقينك، وقد شكا الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ جنس هذه الوساوس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرهم أن كراهتهم لها هي صريح الإيمان، وعليك أن تجاهدي هذه الوساوس وأن تسعي في التخلص منها، وثقي أنك مع المجاهدة والاستعانة بالله تعالى ستوفقين للتخلص من هذه الوساوس، فكلما عرض لك شيء من هذه الوساوس فتعوذي بالله من الشيطان الرجيم وقولي آمنت بالله وحده، وحاولي الانتهاء عن الفكر في هذه الخواطر الشيطانية ما أمكن، واجتهدي في الدعاء بأن يصرفها الله تعالى عنك، واعلمي أنك مأجورة على مجاهدة هذه الوساوس، وأن هذا من البلاء الذي يرجى أن يكتب الله لك الأجر بالصبر عليه والاجتهاد في مدافعته، وانظري الفتوى رقم: 147101، وما فيها من إحالات.
وأما تعبير الرؤى فليس مما يختص به موقعنا.
والله أعلم.