حول حديث زيد بن ثابت في تعلمه لغة اليهود

23-7-2011 | إسلام ويب

السؤال:
بخصوص الحديث الذي رواه زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ, وقَال فيهَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَتَعَلَّمَ لَهُ كَلِمَاتٍ مِنْ كِتَابِ يَهُودَ, قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي, قَالَ: فَمَا مَرَّ بِي نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى تَعَلَّمْته لَهُ قَالَ: فَلَمَّا تَعَلَّمْتُهُ كَانَ إِذَا كَتَبَ إِلَى يَهُودَ كَتَبْتُ إِلَيْهِمْ, وَإِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ قَرَأْتُ لَهُ كِتَابَهُمْ ـ فما معنى: كلمات من كتاب يهود؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المراد بالكتاب الخط كما قال ابن حجر في الفتح: ويمكن حمله على تعلم لغتهم قراءة وكتابة، لأنه كان يقرأ له كتبهم ويكتب له إذا أراد الكتابة إليهم، ويدل لهذا تبويب الترمذي لهذا الحديث بقوله: باب ما جاء في تعليم السريانية وذكر فيه رواية أخري يقول فيها زيد: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم السريانية
وفي سنن أبي داود: قال زيد بن ثابت ـ رضي الله عنه: أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتعلمت له كتاب يهود، وقال: إني والله ما آمن يهود على كتابي، فتعلمته، فلم يمر بي إلا نصف شهر حتى حذقته، فكنت أكتب له إذا كتب، وأقرأ له إذا كتب إليه. اهـ.

قال صاحب عون المعبود: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أي بتعلم كتاب يهود فتعلمت له أي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أي النبي صلى الله عليه وسلم هو عطف على أمرني لبيان علة الأمر ما آمن يهود على كتابي أي أخاف إن أمرت يهوديا بأن يكتب كتابا إلى اليهود، أو يقرأ كتابا جاء من اليهود أن يزيد فيه، أو ينقص فتعلمته أي كتاب يهود حتى حذقته بذال معجمة وقاف أي عرفته وأتقنته وعلمته فكنت أكتب له أي للنبي صلى الله عليه وسلم إذا كتب أي إذا أراد الكتابة. اهـ.
وقال الطحاوي في المعتصر: روي عن زيد بن ثابت أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتحسن السريانية؟ أنه يأتيني كتب، قال قلت لا، قال فتعلمها، قال فتعلمتها في سبعة عشر يوما، وفي رواية أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم كتاب يهود فما مر بي نصف شهر حتى تعلمت، وقال صلى الله عليه وسلم والله إني ما آمن يهود على كتابة، فلما تعلمت كنت أكتب إلى يهود إذا كتب إليهم وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابتهم، إنما أمره بتعلم السريانية لعدم أمنه صلى الله عليه وسلم من تحريفهم وخيانتهم وليكون كتابه إذا ورد على اليهود بقراءة عامتهم فيأمن من كتمان ما فيه وتحريفه لا سيما إن كان الذي يقرؤه لهم من عبدة الأوثان الذين في قلوبهم للنبي صلى الله عليه وسلم ما لا خفاء به ولأهل الكتاب في قلوبهم ما فيها. اهـ.

والله أعلم.

www.islamweb.net