الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فإن الحديث هو: من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته. رواه البخاري وأصحاب السنن.
والظاهرأنه لا فرق بين من انتبه بسبب منبه أو بدونه، لأن ظاهر الحديث إطلاق الانتباه بالليل، ولم نجد لأهل العلم ما يدل على أن ذلك خاص بمن انتبه بغير سبب منه.
قال في تحفة الأحوذي : قوله من تعار بعين مهملة وراء مشددة أي انتبه من النوم واستيقظ . وقال الحافظ في الفتح: وقال الأكثر التعار اليقظة مع صوت، وقال ابن التين: ظاهر الحديث أن معنى تعار استيقظ، لأنه قال: من تعار فقال فعطف القول على التعار. انتهى. قال: وإنما يتفق ذلك لمن تعود الذكر واستأنس به وغلب عليه حتى صار حديث نفسه في نومه ويقظته فأكرم من اتصف بذلك بإجابة دعوته وقبول صلاته، وقال بعض أهل العلم استجابة الدعاء في هذا الموطن وكذا مقبولية الصلاة فيه أرجى منهما في غيره. انتهى باختصار.
والله أعلم.