الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأولى بلا شك أن نجتنب تسمية أولادنا بأسماء أعجمية، وإن كان معناها معروفا وحسنا، وأما إذا لم يعرف معناه فالأمر أشد؛ لأنه قد يكون قبيح المعنى أو يدعو إلى قبيح أو محرم، أو يتضمن شعارا شركيا، أو ما يتنافى مع الدين والأخلاق، وراجعي في ذلك الفتويين: 117374105447.
وأما ما ثبت أنه اسم من أسماء الآلهة الباطلة، فيحرم التسمية به.
قال الشيخ بكر أبو زيد في (تسمية المولود): دلت الشريعة على تحريم تسمية المولود في واحد من الوجوه الآتية ـ وذكر منها ـ : التسمي بأسماء الأصنام المعبودة من دون الله. اهـ.
وقال في (معجم المناهي اللفظية): في شمال أفريقيا مجموعة من الأسماء الأعجمية ذات المعاني الخطيرة على الاعتقاد؛ لما فيها من الوثنية والتعلق بدون الله.
وفي كتاب ((الإسلام وتقاليد الجاهلية)) فصل التنبيه على بعض منها، وهذا نص كلامه: وتوجد هذه الأسماء الجاهلية بكثرة في (( بلاد يوربا )) وهي التي تمت بصلة إلى الآلهة التي كانوا يعبدونها من دون الله في الجاهلية ويعتقدون أنهم منحدرون من تلك الأصنام ... أليس حسن إسلام المرء أن يبتعد عن آثار الكفر والوثنية في كل شيء، حتى لا تجد مكانا بين المسلمين، قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} [ البقرة:208]. اهـ.
وراجعي في ذلك الفتويين: 2918571291. وفيهما الإشارة إلى اسم (مايا).
كما سبقت الإشارة إلى اسم (لارا) مع التنبيه على المحاذير الشرعية في الأسماء، في الفتوى رقم: 20837.
وأما اسم (تالة) فعربي، كما جاء في (تهذيب اللغة): التَّالُ صِغارُ النَّخْل وفَسِيلهُ، والواحدة: تالة. اهـ.
وكذا جاء (القاموس المحيط) وغيره من معاجم اللغة. وقال برهان الدين الخوارزمي في (المغرب في ترتيب المعرب): (التَّالُ) مَا يُقْطَعُ مِنْ الْأُمَّهَاتِ أَوْ يُقْطَعُ مِنْ الْأَرْضِ مِنْ صِغَارِ النَّخْلِ فَيُغْرَسُ، الْوَاحِدَةُ تَالَةٌ. اهـ.
وكذلك أسماء الذكور: فادي وأيهم وطارق، كلها أسماء عربية، وأيهم يعرف معناه مما قال الجوهري في (الصحاح): الأيْهَمُ من الرجال: الأصم. والأيهم: الشجاع. اهـ. ولا حرج في التسمي بها.
وراجعي في الهدي الشرعي في الأسماء، وفي أحب الأسماء إلى الله، الفتويين: 20275، 10793.
والله أعلم.