الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فقد كان الواجب عليك أن تبادري بالاغتسال فور رؤية الطهر، لقول ابن عباس ـ رضي الله عنهما: ولا يحل لها إذا رأت الطهر ساعة إلا أن تغتسل.
وذهب بعض العلماء إلى أن للمرأة أن تتلوم اليوم ونصف اليوم إذا رأت الطهر بالجفوف، لأن عادة الدم أنه يجري وينقطع، والأول أرجح وأحوط، وانظري الفتوى رقم: 151975.
ومن ثم، فالواجب عليك لإبراء ذمتك بيقين أن تقضي ما تركته من الصلوات في ذلك الوقت، وإن لم تستطيعي معرفة عددها بيقين فاقضي ما يغلب على ظنك حصول براءة الذمة به، لأن هذا هو ما تقدرين عليه والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وأما العامان اللذان تركت الصلاة فيهما ففي وجوب قضاء هذه الصلوات عليك خلاف بين العلماء مبين في الفتوى رقم: 128781.
والأحوط العمل بقول الجمهور وأن تقضي جميع هذه الصلوات إبراء لذمتك، وإنما يلزمك القضاء حسب طاقتك بما لا يضر ببدنك، أو بمعيشتك، ولبيان كيفية القضاء انظري الفتوى رقم: 70806.
والله أعلم.