الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعـد:
فزادك الله حرصا على الخير ورغبة فيه، ورد الله عليك ما كنت تجد من حلاوة الإيمان، واعلم أيها الموفق أن الفتور عن بعض الطاعات أمر ضروري لا يكاد يخلو عنه أحد، والشأن كل الشأن في أن تكون فترة العبد إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم فلا يخرج من طاعة ولا يدخل في معصية، ويبادر باستنقاذ نفسه من هذه الفترة والعودة بها إلى ما كان عليه وربما أفضل، وراجع الفتوى رقم: 111753
والمجاهدة الصادقة بإخلاص لله ولجأ إليه لا يخيب معها أحد، ومن أدمن طرق الباب ولج، فأدم طرق الباب يفتح لك، والزم الدعاء فإنه باب كل خير، واعلم أنك طبيب نفسك، وأنك مهما جاهدتها وحملتها على ما تكرهه اليوم وتنفر منه أسلست لك قيادتها وصارت لك طائعة تأتمر بأمرك فتؤدي الحق حينئذ سماحة لا كظما، ولكن لا بد من شيء من المعاناة والتعب ريثما يتيسر لك مطلوبك وتستقيم نفسك على الحال الذي تريد، وقد أوضحنا هذا المعنى في الفتوى رقم: 139680، فانظرها للأهمية.
ولعل انفرادك ووحدتك من أسباب تسرب الفتور إلى نفسك وإسراعه إليك، فلو صاحبت بعض الصالحين الذين يعينونك على الطاعة ويرغبونك في العبادة ويدارسونك العلم كان في ذلك خير لك ـ إن شاء الله ـ وأكثر من الاستغفار وتب إلى الله تعالى، ولا تمكن نفسك من أن تنتصر عليك فيصير الفتور لك ملكة لازمة وصفة ثابتة وهيئة راسخة، ونحن مقبلون على موسم شريف فاضل هو شهر رمضان المعظم فاجعل من استقباله والاستعداد له ثم الاجتهاد في الطاعة فيه فرصة لتدارك الفارط، وأكثر من ذكر الموت وما بعده، فإن هذا من أعظم ما يحمل النفس على الاستعداد لما خلقت له والتهيؤ بزاد ليوم العرض على الله عز وجل، وزيادة للفائدة حول علاج الفتور راجع الفتاوى التالية أرقامها، 124567 125896 95383.
والله أعلم.