الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمهما كان ذنبك عظيما فإن عفو الله تعالى أعظم، والله تعالى يغفر الذنوب جميعا لمن تاب من ذنبه توبة صادقة مستوفية لشروطها، وشروط التوبة هي الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم العودة إليه، والندم على فعله، وإذا كان الذنب متعلقا بحق آدمي فلا بد من رد الحق إليه أو استحلاله منه، فإذا تبت من ذنبك هذه التوبة النصوح المستوفية لشروطها، فثقي بعفو الله، وأملي في فضله الواسع، وكوني حسنة الظن به تعالى، فإنه تعالى يقول: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم. وما عملته من الذنوب في الصغر قبل أن تبلغي فلست مؤاخذة عليه؛ لأن قلم التكليف لم يكن جرى عليك، وأما ما عملته بعد البلوغ فتكفيك فيه التوبة المتقدمة شروطها.
والله أعلم.