الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنتما بإغلاق الباب على الشيطان، فإنه أراد أن يكيد لكم ليجعل من هذه العلاقة في الله تعالى علاقة محرمة، تقوم على العشق المحرم، والذي قد يؤدي إلى ما هو أعظم جرما وأشد إثما. فجزاكما الله خيرا.
وإن صح ما ذكرت عن صديقك هذا، فإنه قد وقع في مصيدة الشيطان، فرده من الهدى إلى الهوى، وإن كانت هذه الأفلام التي يشاهدها أفلاما مخالفة للضوابط الشرعية، وكذا الأغاني التي يسمعها، فإنه أتى أمورا منكرة. وانظر الفتويين: 27224 ، 987.
وابنة عمته هذه أجنبية عليه، سواء كانت مخطوبة أم لا، فخروجه معها إلى السوق وغيره، وذهابه معها إلى الحفلات ورقصه معها كلها أمور محرمة يجب عليه الحذر منها. وعدم استيقاظه للفجر تثبيط من الشيطان الذي جثم على قلبه، وهو نتيجة لفعل الحرام، وأثر سيء من آثار الذنوب والمعاصي. أثر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: إن للسيئة ظلمة في القلب، وسوادا في الوجه، ووهنا في البدن، وضيقا في الرزق، وبغضا في قلوب الخلق.
وهذا من جهته هو، وأما من جهتك أنت فقد أحسنت بحرصك على إيقاظه لصلاة الفجر وبشفقتك عليه وقيامك بنصحه، ثبت الله لك الأجر. ولكن ينبغي أن تكون حكيما في سبيل تخليصه مما هو فيه، فاستعن بالله أولا ليعينك في هذه المهمة، فأنت في حاجة إلى عونه. وقد أحسن من قال:
إذا لم يكن عون من الله للفتى *فأول ما يجني عليه اجتهاده
وعليك أيضا أن تتخوله بالموعظة باختيار الوقت والحال المناسبين، ولمزيد الفائدة بهذا الخصوص راجع الفتوى رقم: 155631.
وإذا بذلت الأسباب فاترك الأمر لله، فإن شاء وفقه للهداية، وإن شاء خذله، وما عليك إلا البلاغ، فلا ينبغي أن تذهب نفسك عليه حسرات، أو تهلك نفسك لكونه لم يهتد أو يتب، قال تعالى:(إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب)[الرعد ] وقال:( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا)[ الكهف ].
وللفائدة راجع الفتوى رقم: 155725.
والله أعلم.