الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يغفر لهذا الشاب، وأن يرحمه، وأن يحسن عزاءكم فيه، إن ربي قريب مجيب.
وإن كنت ألممت بذنب مع هذا الشاب أو مع غيره فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة النصوح المستوفية لشروطها، والتي بيناها بالفتوى رقم: 5450.
ورحمة الله واسعة ومغفرته لا يعظم عندها ذنب.
وإذا كان هذا الشاب قد مات على الحال المذكور فنرجو أن يكون قد مات على خير، فمن عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بعث عليه، كما قال ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى:( ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)[آل عمران ]. ونرجو أن يكون هذا الشاب في عداد الشهداء، فإن من مات بحادث سير في حكم من مات بالهدم، وهو واحد من شهداء الآخرة، كما بينا بالفتوى رقم: 15027.
وكل عمل صالح يعمله المسلم من دعاء أو صدقة أو استغفار أو غيرها، ويهدي ثوابه للميت، ينتفع به بإذن الله تعالى، وراجعي الفتوى رقم: 5541.
وما أهدى إليك هذا الشاب من هدايا قبل الخطبة أو بعدها فلا حرج عليك في الانتفاع بها. فإن الموهوب له يملك الهبة بالقبض. ولمعرفة أصل حكم التهادي بين رجل وامرأة أجنبية عليه راجعي الفتوى رقم: 29146. وأما هذه الرسائل سواء المكتوبة في الجوال أم في ورق، والمشتملة على كلمات الحب وما شابهها، فنرجو من الله ان يغفرها له ويتجاوز عنها، ومن جهتك أنت عليك إزالة هذه الرسائل والصور.
والمرأة إذا لم تتزوج حتى ماتت زوجها الله تعالى بواحد من أهل الجنة، وقد يكون هذا الواحد خاطبها في الدنيا الذي مات قبل أن يتزوجها. ولكن لا ينبغي للمرأة أن تترك الزواج من أجل ذلك، فهي إذا تزوجت قد يرزقها الله رجلا خيرا من ذلك الشاب، فيكون زوجا لها في الدنيا والآخرة. ثم إن الزواج تعتريه الأحكام التكليفية، ومن ذلك أنه قد يكون واجبا، وذلك في حق من يخشى على نفسه الفتنة وقدر عليه، كما سبق بيانه بالفتوى رقم: 3011.
والله أعلم.