الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن نص الآية هو: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ. {الشورى:25}
وأما عن تعدية يقبل بعن دون من فقد قال فيه ابن عاشور في التحرير والتنوير :
وفعل ( قبل ) يتعدى ب ( من ) الابتدائية تارة كما في قوله : ( وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم ( ( التوبة : 54 ) وقوله : ( فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ( ( آل عمران : 91 ) ، فيفيد معنى الأخذ للشيء المقبول صادرا من المأخوذ منه ويعدى ب (عن) فيفيد معنى مجاوزة الشيء المقبول أو انفصاله عن معطيه وباذله ، وهو أشد مبالغة في معنى الفعل من تعديته بحرف ( من ) لأن فيه كناية عن احتباس الشيء المبذول عند المبذول إليه بحيث لا يرد على باذله .
فحصلت في جملة ) وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ( أربع مبالغات : بناء الجملة على الاسمية، وعلى الموصولية وعلى المضارعية ، وعلى تعدية فعل الصلة ب ) عن ( دون ( من.
والله أعلم.