الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
والفرق بين التسليم بالصيغتين المذكورتين هو أن اللفظ الذي فيه الزيادة أكثر أجرا لما رواه أبو داوود والترمذي عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ: قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرٌ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِشْرُونَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلَاثُونَ .. اهـ .
قال في عون المعبود: تَزِيد الْمَثُوبَات بِكُلِّ لَفْظ يَزِيدهُ الْمُسْلِمُ . اهـ.
وإذا سلم عليك أحد بقوله: { السلام عليكم } جاز لك أن تقتصر في الرد على قولك { وعليكم السلام } والأفضل زيادة { ورحمة الله } , وإذا سلم مسلم على آخر وجب عليه أن يرد عليه السلام بمثل سلامه أو بأحسن منه؛ لقول الله عز وجل: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً {النساء:86}.
قال ابن كثير : أي: إذا سلم عليكم المسلم، فردوا عليه أفضل مما سلم، أو ردوا عليه بمثل ما سلم، فالزيادة مندوبة، والمماثلة مفروضة. اهـ.
فلا يرد بلفظ أقل مما قاله المسلّم وجوبا عند بعض أهل العلم واستحبابا عند آخرين.
والله أعلم.