الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن ذكرنا في بعض فتاوانا السابقة أن على الأطباء الابتعاد عن هذا الأمر، وأن يتركوا للمريض الحرية في الاختيار، وإذا كانوا يريدون إسداء النصح فليكن ذلك دون اتفاق وعمولة؛ لأن هذا الأمر يؤول إلى فساد مهنة الطب وصيرورتها مهنة تجارية على حساب الأمانة والإتقان، وقد يرقى الأمر إلى تحريم هذا الفعل إذا كان الطبيب يعلم مركزا أفضل في العمل والسعر، فيرغب في دلالة المريض على غيره رجاء العمولة. ولهذا وغيره من المفاسد عليك الامتناع عن الاتفاق مع الأطباء بهذا الخصوص. وإذا اتفق صاحب المركز معهم وأرسلوا إليك المرضى فلا حرج عليك في الكشف عليهم، وراتبك مقابل هذا العمل حلال؛ لأنه مقابل منفعة مباحة، لا تعلق له بما تم الاتفاق عليه بين صاحب المركز والأطباء. وراجعي الفتوى رقم: 135721. والله أعلم.