الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت بتوبتك من علاقتك بهذا الشاب وحرصك على مرضاة ربك والوقوف عند حدوده، أما دعاؤك بأن يجعله الله زوجاً لك فلا حرج عليك في ذلك، لكن ثقتك في إجابة الله لدعائك لا تتعارض مع قبولك للزواج بمن يتقدم إليك ممن ترضين دينه وخلقه، فإن إجابة الدعاء لا تكون بالضرورة بتحقق المطلوب، فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذاً نكثر؟ قال: الله أكثر. رواه أحمد.
فننصحك بقبول من يتقدم إليك من الأكفاء وأن لا ترديه، لأن إجابة الدعاء ـ كما قدمنا ـ لا تستلزم تحقق المطلوب نفسه، ولأن لها شروط لا بد من توفرها، ولها موانع لا بد من الخلو منها حتى تتحقق الإجابة، وإذا كان هذا الشاب صالحاً مرضي الخلق والدين فلا حرج أن تطلبي منه التقدم لخطبتك من وليك، وفي الحديث: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
ولكن احذري أن يكون في ذلك إعادة لما انقطع من العلاقة المحرمة والانتكاسة في التوبة.
والله أعلم.