الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالجراحة التي تكون بغرض تقويم اعوجاج حادث في الأنف، أو لإزالة تشوه طارئ، أو كان عدم إجرائها تترتب عليه أضرار بالجيوب الأنفية أو مشاكل في التنفس، فهي من النوع الجائز؛ حيث لم يخرج القصد بها عن إزالة ضرر أو ألم أو عيب خلقي مشين، بخلاف ما كان طلبا للحسن وزيادة الجمال، فهذا لا يجوز. وراجع في ذلك الفتويين: 1509، 114222.
وهذا هو الحكم نفسه في عمليات تقويم الأسنان، فله أيضا حالتان، فما كان منه لإزالة عيب مشين جاز، وما كان طلبا لحسن لم يجز. وقد سبق أن بينا ذلك في عدة فتاوى سابقة، واستدللنا عليه بحديث عرفجة بن سعد الذي ذكره السائل، فراجع على سبيل المثال الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 108098، 3862، 73418.
وبهذا يتبين للسائل أنه لا فرق بين تعديل الأنف بالجراحة وبين تعديل الأسنان بالتقويم.
وأخيرا ننبه السائل على أن استياءه من شكل أنفه قد لا يكون لوجود عيب مشين فيه، ولكن لأنه يقارن بين شكله الآن وشكله قبل البلوغ، على أن الشيطان قد يهول من نظرات الناس للسائل، ويلقي في روعه أنهم يستقبحون شكل أنفه، ليحزنه بذلك ويعطله عن مصالح دينه ودنياه.
والله أعلم.