الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن حق زوجتك عليك أن توفر لها مسكناً مستقلاً مناسباً، ولا يلزمها قبول السكن مع أحد من أهلك، وانظر الفتوى رقم: 28860.
وينبغي أن تكون حكيماً فتجمع بين بر والديك وإحسان عشرة زوجتك، وتحرص على إصلاح العلاقة بينهما واجتناب ما يعكر صفوها، وتبين لزوجتك أن من محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه، وإذا كانت زوجتك تسيء عشرتك فقد أبيح لك طلاقها ولا يكون ذلك ظلماً لها، أو لأولادك، قال ابن قدامة عند كلامه على أقسام الطلاق: والثالث: مباح وهو عند الحاجة إليه لسوء خلق المرأة وسوء عشرتها والتضرر بها من غير حصول الغرض بها.
لكن ننبهك إلى أن الطلاق ينبغي أن لا يصار إليه إلا بعد تعذر جميع وسائل الإصلاح ولا سيما في حال وجود أولاد، وإذا أمكن للزوجين الاجتماع والمعاشرة بالمعروف ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات والتنازل عن بعض الحقوق كان ذلك أولى من الفراق، كما أن وجود المودة والألفة بين الزوجين يحتاج أحياناً إلى الصبر وإلى التغافل عن بعض الأمور والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر، وراجع الفتوى رقم: 128712.
والله أعلم.