الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي لهذه المرأة أن تجتهد في الدعاء بأن يصلح الله تعالى ذريتها، فإن الدعاء من أمضى الأسلحة وأعونها على تحصيل المطلوب ودفع المرهوب، ولتكثر من فعل ما تستطيعه ولا يشق عليها من العبادات من الذكر وقراءة القرآن، ولتجتهد في فعل النوافل قدر استطاعتها، ويجوز لها في النافلة أن تصلي قاعدة حتى وإن كانت قادرة على القيام، وإن كانت تتضرر بالسجود على الأرض، فلتومىء به بحيث لا يحصل لها ضرر، وإن وجدت سعة فلتتصدق على الفقراء والمساكين بما ييسره الله تعالى، وغير ذلك من وجوه البر والتقرب إلى الله تعالى كثير. فمهما اجتهدت في عبادة الله تعالى كانت مأجورة على ذلك إن شاء الله، وكل هذا إذا فعلته رجاء صلاح ذريتها والبركة فيها كان حسنا، وهو من التوسل إلى الله تعالى بالعمل الصالح، وهو أحد أنواع التوسل المشروع كما قال الله تعالى عن المؤمنين : رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {آل عمران:16}. وفي الصحيح قصة الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار فتوسلوا إلى الله تعالى في نجاتهم بصالح أعمالهم.
والله أعلم.