الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننبهك أولا إلى أن الدين يشتمل على الخلق، وإنما يعطف الخلق على الدين تأكيدا عليه، فلا يقال إن المرأة التي تؤذي جيرانها بلسانها لا توصف بنقص الدين لكونها كثيرة الصلاة والصيام، بل الصواب أن ذلك نقص في الدين، فإن إيذاء الجار محرم شرعاً، وعلى ذلك فوصف الإنسان بالتدين ليس مقصوراً على باب معين من العبادات، أو المعاملات، وإنما هو مجموع صفات وأخلاق، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان. متفق عليه.
ثم اعلم أنه قد وردت أحاديث ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فيها الحث على التزوج بذات الدين والخلق، فعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة على إحدى خصال ثلاثة: تنكح المرأة على مالها، وتنكح المرأة على جمالها، وتنكح المرأة على دينها، فخذ ذات الدين والخلق تربت يمينك. قال شعيب الأرنؤوط: إسناد حسن.
والله أعلم.