الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمطلوب ممن أراد النصح عموماً أن يلتزم الرفق ويتكلف اللطف، فإن الرفق أدعى إلى استجابة المدعو وقبوله، والعنف والزجر غالباً ما يؤدي إلى النفور، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ.. {آل عمران:159}، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله. متفق عليه. وقال: عليك بالرفق إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه. رواه مسلم.. وقد سبق أن بينا أن الأولى اجتناب استخدام الآيات القرآنية وسائر الأذكار كتنبيه في الهاتف، فإن هذا ربما جر إلى محظورات، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 64774.
فإن انضم إلى ذلك كون هذه الأذكار على هيئة قد تزعج بعض الناس كهتافات التكبير في المظاهرات ونحوها فينبغي تجنب هذا أيضاً لئلا يوقع الناس في الحرج بأن ينفرهم من شعائر الله جل وعلا، من هنا يعلم أن إنكار الزملاء على هذه الفتاة له وجه في الجملة، لكن ربما فاتهم تحسين الأسلوب ومراعاة مشاعرها..
أما إنكارهم على من تتحفظ في تعاملها مع زملائها الذكور فهذا الإنكار يحتاج إلى إنكار، ووصف أولئك اللاتي يتحفظن في التعامل مع الزملاء الذكور بالتشدد والانغلاق لا يليق، ويحمل معاني فاسدة، وليعلم أن التعامل بين الرجال والنساء له حدود وضوابط بينها العلماء في كتبهم، فليراجع طرفاً من ذلك في الفتوى رقم: 21582، والفتوى رقم: 58132.. وبهذا تعلم أن دفاعك عن هذه الفتاة وعن هؤلاء الأخوات صواب وموافق للشريعة في الجملة.
والله أعلم.