الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كانت الصلاة قد فاتتك بسبب النوم ولم تتعمدي تفويتها فلا إثم عليك ـ إن شاء الله ـ لقوله صلى الله عليه وسلم: ليس في النوم تفريط.
وكان الواجب عليك أن تبادري بقضاء هذه الصلاة فور استيقاظك، فإن كثيرا من العلماء يرون أن قضاء الفوائت يكون على الفور, ويرى كثير من أهل العلم أن قضاء الفوائت إذا فاتت لعذر يكون على التراخي, وعلى هذا القول فلا إثم عليك أصلا، وإنما يجب عليك قضاء هذه الصلاة بعد الطهر متى شئت, والقول بوجوب القضاء على الفور أحوط، ومن ثم فاستغفري الله تعالى واعزمي على القضاء فور طهرك من الحيض, وهذا ما تقدرين عليه الآن والله لا يكلف نفسا إلا وسعها, فإذا طهرت من حيضك فبادري بقضاء تلك الصلاة لتبرأ ذمتك, وليس عليك حرج في أن تذهبي إلى ذلك الزفاف، أو تفعلي ما شئت وتمارسي حياتك بصورة طبيعية مستعينة بالله تعالى طالبة منه الحفظ والكفاية، ولا يؤثر اشتغال ذمتك بهذه الصلاة في حفظ الله لك ـ إن شاء الله ـ إذا صدقت اللجأ إليه والاستعانة به ما دمت قد وطنت نفسك على قضائها متى زال عذرك، لأن هذا هو المستطاع من تقوى الله تعالى، وقد قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن: 16}.
والله أعلم.