الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أصبت وأحسنت صنعاً حين أقبلت على التدين والطاعة والذكر وتلاوة القرآن، فنسأل الله أن يجزيك خيراً ويزيدك هدى ويرزقك زوجاً صالحاً تسعدين معه في دنياك وآخراك، وأما هذا الرجل الذي ذكرت أنه رجل صالح تثقين بدينه وخلقه فمثله أحرى أن ترتضيه المرأة زوجاً لها، لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. رواه الترمذي.
وصاحب الدين والخلق إذا أحب المرأة أكرمها وإذا أبغضها لم يظلمها، والإلحاح في الدعاء من أهم آدابه، وكذا اليقين بالإجابة وعدم تعجلها، وراجعي آداب الدعاء في الفتوى رقم: 23599.
وعلى هذا، فلا بأس في استمرارك في الدعاء بأن ييسر الله لك الزواج من هذا الرجل، ولو جعلت دعاءك عاما بأن قلت مثلاً: اللهم ارزقني زوجاً صالحا ـ فربما كان أفضل فقد يختار الله لك من هو أفضل من هذا الرجل، وما ذكرت من هاجس تجدينه في نفسك تجاه الدعاء فلا يبعد أن يكون من الشيطان ليوقعك في اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى، والله عز وجل يقول: وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ {الحجر:56}.
وأما بالنسبة للخاطب وكونه قد سبق له الزواج، أو أن له أولاداً من زوجته الأولى فليس بمانع شرعاً ولا عقلاً ولا عادة من الزواج منه، ويمكن الاستمرار في محاولة إقناع والديك بالموافقة على الزواج منه واستشفعي إليهما بمن ترجين أن يكون لقوله تأثير عليهما، فإن وافقا فالحمد لله، وإن أصرا على الامتناع وخشيت أن يعضلك وليك عن الزواج من الكفء فلك الحق في أن ترفعي أمرك للمحكمة الشرعية لنظر القاضي في الأمر، فإن ثبت عنده عضل وليك لك زوجك القاضي، أو وكل من يزوجك، وراجعي الفتوى رقم: 7759.
والله أعلم.