الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففي البداية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه من وساوس وشكوك، وننصحك بالإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فإن ذلك هو أنفع علاج لها. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 3086.
وبخصوص طلاق الموسوس فإنه لا يقع ولو نطق بلفظه صريحا ما لم يرده ويقصده قصدا حقيقيا في حال طمأنينة واستقرار بال، وذلك لأنه مغلوب على أمره في غالب أحواله فهو في حكم المكره. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 147855.
ثم إن كنت قد علقت الطلاق على أمر معين وحصل الحنث فيه، وأفتاك من تثق في علمه وورعه أن الذي عليك هو كفارة يمين، فلك تقليد من أفتاك بهذا القول كما سبق في الفتوى رقم: 109007.
ولو أخذت بقول من يقول بلزوم الطلاق، فإن الرجعة تحصل بعده بجماع أو مقدماته عند بعض أهل العلم. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 30719.
وبخصوص الشك في النطق بالطلاق وتخيل حصوله فلا يلزم فيه شيء؛ لأن الأصل بقاء العصمة فلا تنقطع إلا بيقين. قال ابن قدامة في المغني:
وجملة ذلك أن من شك في طلاقه لم يلزمه حكمه، نص عليه أحمد وهو مذهب الشافعي وأصحاب الرأي، لأن النكاح ثابت بيقين فلا يزول بشك. انتهى.
وما نطقت به من قولك أنك ممكن تراجع زوجتك فهذا لا يوقع طلاقا ولا شيء فيه، وأبعد عنك الشكوك والوسوسة فهي تستحكم كلما أطلق لها العنان.
والله أعلم.