الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا ننصح جميع الإخوة الباحثين أن يحرصوا على تعليم تفسير القرآن انطلاقاً من كلام أهل الاختصاص من علماء التفسير قبل أن يحاول الواحد اكتشاف نظرية جديدة، وأما عن الكلام المذكور في البحرين فالذي يظهر لنا حسب الواقع المشاهد أن الأنهار قد لا تكون متكونة من البحار وهذا مشاهد في دجلة والفرات فإنهما يصبان في الخليج ولا تتكون مياههما منه، ومثل ذلك نهر السنغال في إفريقيا الغربية فهو يصب في المحيط الأطلسي وروافده التي يتكون منها هي السيول التي تصب فيه من جبال بدولة بوركينا فاسو وموريتانيا، وقد سبق أن تكلمنا عن البرزخ في الفتوى رقم: 15350.
وأما الجواري: فإن تفسيرها بالسفن يشهد له قوله تعالى في الآية الآخرى: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ {الحاقة:11}.
وقوله: أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ {31}.
وتفسيرها بالسفن مروي عن علماء السلف مثل مجاهد وغيره، ويؤيده أيضاً قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ* إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ* أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا {32-33-34}.
فإن المراد بيوبقهن أنه يهلك أصحاب السفينة بذنوب أهلها، كما قال الطبري والقرطبي وابن كثير، ومن المعلوم أن الأمواج لا تحمل أناساً يخشى عليهم الغرق بسبب ذنوبهم.
والله أعلم.