الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكما قدمنا للسائل الكريم في جواب سؤاله السابق أننا لا يمكننا القطع بتفسير ذلك، ولا يسعنا إلا أن نذكر الاحتمالات التي سبق أن ذكرناها، ومن المناسب على أية حال أن نبشر السائل بحديث أبي سعيد الخدري: أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو موعوك عليه قطيفة، فوضع يده عليه، فوجد حرارتها فوق القطيفة. فقال أبو سعيد: ما أشد حماك يا رسول الله! قال: "إنا كذلك، يشتد علينا البلاء، ويضاعف لنا الأجر". فقال: يا رسول الله! أي الناس أشد بلاء؟ قال: "الأنبياء ثم الصالحون، وقد كان أحدهم يبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يجوبُها ـ أي يخرقها ـ فيلبسها، ويبتلى بالقمل حتى يقتله، ولأحدهم كان أشد فرحاً بالبلاء، من أحدكم بالعطاء" رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وابن ماجه وصححه الألباني.
وهنا نعود فنذكِّر السائل بضرورة التحلي بالصبر وصدق التوكل على الله واللجوء إليه وحسن الظن والاستعانة به، وكثرة الدعاء والذكر وتلاوة القرآن، واستعمال الرقية الشرعية. هذا، مع التوبة وكثرة الاستغفار وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والاستقامة على طاعة الله تعالى بلزوم تقواه.
والله أعلم.