الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعلاج الوساوس الذي نبهنا عليه مرارا هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتويين رقم: 51601 ورقم 134196.
فكما فعلت في المرة السابقة حين أتتك الوساوس افعلي هذه المرة، فأعرضي عنها ولا تلتفتي إليها ولا تمكني الشيطان من أن يفسد عليك عبادتك ويحول بينك وبين القرب من الله تعالى، وأمر الغسل من الحيض أيسر من هذا بكثير، فالواجب عليك فقط أن تعممي بدنك بالماء فإذا تيقنت، أو غلب على ظنك أن الماء قد وصل إلى جميع بدنك فقد صحت طهارتك، وأما النية فإذا أردت الاغتسال فانوي بقلبك رفع الحدث، أو استباحة الصلاة وتكونين بهذا قد فعلت ما يلزمك، فإذا نويت رفع الحدث، أو استباحة الصلاة ثم عممت بدنك بالماء حتى غلب على ظنك وصول الماء إلى جميع أجزاء بدنك فلا تلتفتي بعدها لوسوسة الشيطان ولا تعيدي الغسل مهما قال لك الشيطان إنك قد نسيت شيئا في الغسل، وأما التسمية قبل الوضوء والغسل وكذا الدعاء بعد الوضوء والغسل فهذا كله سنة لا تبطل الطهارة بتركه، وراجعي للأهمية الفتوى رقم: 41097، حول صفة الغسل المجزئ والغسل الكامل.
واعلمي أنه لا يلزمك الاغتسال من النوم على الفراش المتنجس وإذا أصابتك النجاسة منه فإنما يلزمك غسل الموضع الذي تصيبه النجاسة من ثوبك إذا أردت الصلاة فيه، ولا تنتقل النجاسة من الفراش المتنجس إلى ثوبك إلا إذا كان أحدهما مبتلا، وأما إذا كان كلاهما جافا فلا تنتقل النجاسة حينئذ ولا يلزمك شيء أصلا وكذا لا تنتقل النجاسة ما دام بينك وبينها حائل، وانظري لبيان أحوال انتقال النجاسة من جسم لآخر الفتوى رقم: 117811.
واعلمي أن الغسل لا يجب عليك لما قمت به قديما من الاستمناء إلا إذا تحققت من خروج المني الموجب للغسل وإذا تحققت من ذلك فلا يلزمك الغسل إلا مرة واحدة وترتفع به كل الأحداث السابقة، وفي قضاء الصلوات التي صليتها بغير طهارة في تلك المدة خلاف انظري لمعرفته الفتوى رقم: 125226.
وأما حجك: فإذا تيقنت أنه وقع وأنت غير محدثة حدثا أكبر فنرجو أن يكون صحيحا ـ إن شاء الله ـ ومثل هذا ما إذا كنت تشكين هل أديته حال الجنابة أم لا، وإذا تيقنت أنك طفت حال الجنابة فعليك أن تذبحي بدنة بمكة على قول من يرى أن الطهارة واجبة للطواف وليست شرطا في صحته، فإن عجزت عن البدنة فصومي عشرة أيام، ويجزئك ذلك ـ إن شاء الله ـ وأما إن كنت تشكين هل كان ذلك وأنت متطهرة، أو محدثة فالأصل صحة عبادتك وأنه لا يلزمك شيء كما قدمنا.
والله أعلم.