الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالوسوسة داء عضال إذا تسلط على العبد أوقعه في شر عظيم، ومن ثم فنحن ننصحك ـ أيتها الأخت ـ بالإعراض عن كل ما تجدينه من الوساوس وأن لا تلتفتي إلى شيء منها، وراجعي الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.
ولا يوجد ما يسوغ حقدك على هذه العائلة، فإن شأن هؤلاء الأطفال هو شأن جميع الأطفال في هذا الباب، ولم يقصدوا أن يسببوا لك أي نوع من أنواع الأذى، فاتقي الله تعالى واتركي الحقد عليهم وتحميلهم ذنباً لم يقترفوه فإن هذا الوسواس بلاء قدره الله وقضاه فاصبري له وجاهدي نفسك في معالجته ومحاولة التخلص منه، وكل شيء لا تتيقنين أنه أصابته نجاسة يقيناً جازماً تستطيعين أن تحلفي عليه فلا تغسليه ولا تطيعي داعي الوسواس في غسله، فإن ذلك هو العلاج النافع في دفع الوسوسة، فإذا حصل لك اليقين الجازم بتنجس شيء معين فاغسلي الموضع الذي أصابته النجاسة فقط بصب الماء عليه، وإذا شككت في نجاسة شيء معين فاعلمي أن الأصل هو الطهارة، فاستصحبي هذا الأصل واعملي به حتى يحصل لك اليقين بخلافه، واعلمي أن يقين الطهارة لا يزول بمجرد الشك.
والله أعلم.