الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاتقي الله أيتها الأخت الكريمة، واطرحي عن نفسك هذه الأفكار التي يلقيها الشيطان في قلبك، واعلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن تمني الموت، بل طول الحياة في طاعة الله خير للمسلم، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس خير؟ فقال: من طال عمره وحسن عمله. رواه الترمذي وحسنه.
فالمؤمن يحب طول الحياة في طاعة الله تعالى ليزداد خيرا ورفعة درجة وكثرة أجر، والحياة وإن كان فيها ابتلاء وشدة، فإن المؤمن إذا قابل ذلك بالصبر والاحتساب نال بذلك أعظم الأجر، فلا تجمعي على نفسك مصيبة فوات الأجر مع ما أنت فيه.
وأما ما تزعمينه من أن عذاب الله لو صرت إليه عياذا بالله أهون مما أنت فيه، فمن جهلك بحقائق الأمور، فإن أحدا لا صبر له على عذاب الله تعالى في الآخرة.
وقد قال عز وجل، وحسبك به قولا مبطلا لظنك: وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى { طـه:127}
ولا شك في أن سبب ما تعانينه من الشقاء والعناء هو بعدك عن الله تعالى، وعدم تمسكك بشرعه المطهر، ولا طريق لزوال المتاعب والهموم عن الإنسان إلا أن يقبل على الله تعالى، ويعتصم بحبله، ويلوذ به، ويلجأ إليه في تحصيل ما ينفعه ودفع ما يضره.
فأقبلي على الله تعالى، واجتهدي في عبادته والتقرب إليه، وادعيه سبحانه أن يكشف عنك ما تجدين من الهموم والغموم التي تحملك على ما تذكرين، واسأليه بتضرع وإخلاص أن يشرح صدرك وينور قلبك ويذيقك طعم السعادة ولذة الأنس به سبحانه والفرح بمناجاته وطاعته. هذا هو سبيل الحياة الطيبة في الدنيا، ثم ما أعد الله لأهلها في الآخرة من الكرامة شيء آخر لا يأتي عليه الوصف.
قال جل اسمه: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {النحل:97}
وننصحك بأن تراجعي طبيبة نفسية ثقة مستقيمة على الشرع، فربما كان في ذلك خير إن شاء الله، كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا بهذا الخصوص.
والله أعلم.