الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان زوجك يدمن مشاهدة الأفلام الإباحية، وكنت مبغضة له بسبب ذلك فمن حقك طلب الطلاق ولا حق لأهلك في منعك من ذلك، لكن إن صبرت وبقيت معه فلا يجوز لك الامتناع منه إذا دعاك للفراش ما لم يكن لك عذر كمرض، والذي ننصحك به أن تنصحي زوجك برفق وتذكّريه بخطر مشاهدة تلك الأمور المحرمة، و تذكّريه باطلاع الله عليه وهو يفعل تلك المنكرات، وتشجعيه على حضور مجالس العلم، ومصاحبة الصالحين، واستماع الأشرطة النافعة للدعاة المصلحين، مع معاشرته بالمعروف والقيام بحقوقه لا سيما فيما يتعلق بأمور الاستمتاع وما يتعلق به من التزين والتجمل بما لا يخالف الشرع حتى لا تكوني عوناً للشيطان عليه، كما أن حسن التبعل له، مما يعين على قبوله للنصح ورده إلى الصواب، وراجعي الفتويين: 3605، 53400.
فإن لم يفد ذلك فينبغي أن توازني بين المصالح والمفاسد في الطلاق والبقاء معه، وتختاري ما فيه أخف الضررين، فإن وجدت أن بقاءك معه على حالته المصر عليها -مع معاشرتك له بالمعروف وعدم التقصير في حقه- أخف ضررا من الطلاق فذلك أولى، وليكن لك في شغلك بتربية أولادك وتنشئتهم تنشئة صالحة ما يملأ عليك حياتك ويعوضك عما تفقدينه في زوجك، أما إذا وجدت أن في بقائك ضررا وأنك لا تقدرين على القيام بحقه فالطلاق حينئذ أولى، وراجعي الحالات التي يجوز للمرأة فيها طلب الطلاق في الفتويين: 37112، 116133.
واعلمي أنك في كل الأحوال إذا صبرت وحرصت على مرضاة ربك فلن يضيع جهدك، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ. {يوسف:90}.
والله أعلم.