الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان هذا الشخص قد فعل هذه الكبائر قبل بلوغه فهو غير مؤاخذ بها، لأن الصبي مرفوع عنه القلم، لكن إن كانت للناس حقوق عنده فلا بد من ردها إليهم، كما أنه إن كان قد ارتكب هذه الكبائر بعد بلوغه فما دام قد تاب إلى الله تعالى وندم على ما اقترفه فليبشر بتوبة الله تعالى عليه، فإن الله تعالى لا يتعاظمه ذنب أن يغفره وقد وسعت رحمته كل شيء، قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}.
وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
فليكثر من الاستغفار وليندم على ما فرط منه وليدع الله بقبول توبته وليرد الحقوق إلى أهلها إن وجدت، فإن صدقت توبته واستوفت شروطها فإن الله تعالى يمحو ذنوبه مهما عظمت، وليجتهد في تعليم أبنائه مكارم الأخلاق وتجنيبهم مواقع الزلل وليجتهد في الدعاء لهم بالصلاح والهداية، وليحرص على الإكثار من الحسنات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، نسأل الله أن يمن على الجميع بتوبة نصوح.
والله أعلم.