الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجب عليك إخبار زوجك بهذا الأمر، بل لا يجوز لك إخباره بذلك لأنه أولا مجرد خبر نقل إليك فما يدريك أن يكون صحيحا.
ولأنه إن كان ذلك واقعا فعلا فنقله إليه قد يكون سببا في إفساد العلاقة بينه وبين إخوانه وإيغار صدره عليهم، وفي هذا نوع من النميمة.
وراجعي فيها الفتوى رقم: 40863. ولأنهم إن كانوا قد عزموا على قطيعته فقد يستحون إذا جاءهم ويتراجعون عن قرارهم.
ثم إن هذه الهدايا التي سيهديها إليهم قد تكون سببا في إزالة الضغائن من قلوبهم، ثبت في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده والترمذي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تهادوا فإن الهدية تذهب وغر الصدر. حسنه شعيب الأرناؤوط في تخريجه لأحاديث المسند.
وإن صح ما ذكرت من أن أخا زوجك يريد أن يوقع بينك وبين زوجك وأنه أخبره بأنك كنت على علاقة معه قبل الزواج فقد أتى منكرا من القول، فينبغي أن ينصح بالتوبة ويذكر بالله تعالى وبأن ما يقوم به من شأن السحرة والشياطين في السعي في التفريق بين الأحبة.
روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا، فيقول ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه منه ويقول نعم أنت.
ونوصيك وزوجك بالاعتصام بالله فهو الذي يجير ويحمي من كيد الكائدين، وينبغي أن تسود بينكما الثقة فلا يرجع أحدكما الوراء للبحث في ماضي الآخر فالعبرة بما عليه حال كل منكما الآن.
والله أعلم.