الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كتابة الألفاظ البذيئة على المصحف جريمة منكرة، بل هي كفر وردة عن الإسلام، وهذا من أعمال السحرة المارقين التي يستجلبون بها الشياطين، والشيطان حريص على إغواء العبد وإضلاله، وإخراجه من دينه، وكتاب (شمس المعارف الكبرى) كتاب سحر وضلال لا يجوز قراءته ولا العمل بما فيه.
وقد أحسنتم صنعاً حين أحرقتم الكتابين، وسترتم على هذا الجاني رجاء توبته. كما أحسنتم في إبلاغ الجهات المختصة بعد عودة الشخص إلى ضلاله وباطله.
ومن ثبت تعامله بالسحر، أو استهزاؤه بالمصحف استتيب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه. وذهب مالك و أحمد في المشهور عنه إلى أن الساحر يقتل دون استتابة، لأن الصحابة قتلوا السحرة دون استتابة، ولأن علم السحر لا يزول بالتوبة. وقد صح عن حفصة رضي الله عنها أنها قتلت جارية لها سحرتها، رواه عبد الرزاق في مصنفه. وصح عن جندب الخبر أيضاً. قال الإمام أحمد : عن ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أي صح قتل الساحر عن ثلاثة منهم، وهم: عمر و حفصة و جندب .
وقد روى البخاري عن بجالة أن عمر رضي الله عنه كتب إليهم: أن اقتلوا كل ساحر وساحرة" وزاد عبد الرزاق في مصنفه: فقتلنا ثلاث سواحر.
والله أعلم.