الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالجمهور على أن الحضانة تنتقل بعد الأمّ لأمّ الأم ما لم يكن بها مانع من موانع الحضانة المبينة في الفتوى رقم:9779، إلا على قول عند الحنابلة أنّ الأب يقدم على من سوى الأمّ.
قال ابن قدامة: وعن أحمد أن أمّ الأب وأمهاتها مقدمات على أمّ الأم، فعلى هذه الرواية يكون الأب أولى بالتقديم لأنهن يدلين به فيكون الأب بعد الأم ثم أمهاته، والأولى هي المشهورة عند أصحابنا وأن المقدم الأم ثم أمهاتها ثم الأب ثم أمهاته ثم الجد. المغني.
مع التنبيه على أنّه عند انتقال الحضانة للأب يشترط أن يكون معه امرأة تقوم بالحضانة، وانظر الفتوى رقم: 96892.
وقد اختلف العلماء في السن الذي تنتهي عنده الحضانة، فذهب بعضهم إلى أنّ البنت بعد سنّ السابعة تكون عند أبيها وأنّ الغلام يخيّر بين أبويه، وذهب بعضهم إلى أنّ الجميع يخيّرون في الإقامة عند أبيهم أو أمّهم، وانظر التفصيل في الفتاوى أرقام: 50820 ، 64894 ،6256.
وما دامت المسألة خلافية فإنه عند التنازع فيها يرجع للمحكمة الشرعية لأن حكم القاضي يرفع الخلاف.
ولكن ننبه إلى أن الأولاد وإن كانوا في حضانة غير أبيهم فإن ذلك لا يعني سقوط ولايته في تأديبهم وتعليمهم ونحو ذلك وإنما تظل ولاية الأب ثابتة في هذه الأمور.
قال ابن مفلح: ومتى أخذه الأب لم يمنع زيارة أمه ولا هي تمريضه، وإن أخذته أمه كان عندها ليلا، وعنده نهارا ليؤدبه ويعلمه ما يصلحه. الفروع و تصحيح الفروع.
وعلى ذلك فإن كان أولادك سيظلون في حضانة جدتهم، فإن عليك أن تداوم على صلتهم وتعليمهم وتأديبهم على حسب قدرتك، وما عجزت عنه فأنت معذور فيه.
والله أعلم.