الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق بيان المراد من الحديث المذكور في الفتوى رقم: 99085.
ولا يخفى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب حسب الاستطاعة، فإذا ترتب عليه ضرر أو خيف منه وقوع مفسدة أكبر فلا يجب، لكن من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر وصبر على الأذى فهو أفضل ، قال القرطبي: قوله تعالي : {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} يقتضي حضا على تغيير المنكر وإن نالك ضرر ؛ فهو إشعار بأن المغير يؤذى أحيانا ؛ وهذا القدر على جهة الندب والقوة في ذات الله ؛ وأما على اللزوم فلا. الجامع لأحكام القرآن.
وعليه، فإذا رأيت منكرا من تبرج أو نحوه فانصحي مرتكبيه، وبيني لها حكم الله في ذلك، وليكن نهيك عن المنكر وأمرك بالمعروف بحكمة ورفق، مراعية فيه الحالة التي من شأنها أن يجد أمرك فيها أو نهيك استجابة من مرتكب المنكر.
واعلمي أن الأمر بالمعروف والنهي على المنكر فرض كفاية، وإنما يتعين على الشخص إذا لم يكن غيره يقدرعلى تغييره، قال النووي: ... ثم إنه قد يتعين كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو أولا يتمكن من إزالته إلا هو. اهـ شرح النووي على مسلم، وللفائدة انظري الفتويين رقم: 17092 ، 18519.
والله أعلم.