الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فصلاتك منفردا صحيحة ما دمت تصليها على طهارة، والقبول بعد ذلك أمره إلى الله, وصلاة الجماعة عند كثير من القائلين بوجوبها ليست شرطا في صحة الصلاة, وانظر الفتوى رقم: 139651.
وأما صلاتك مع الجماعة وأنت لا تبالي إن انتقض وضوؤك: فإنه خطأ كبير، ولو كنت أسقطت الفرض، إذ لا يجوز للمحدث أن يصلي لا فرضا ولا نافلة، قال النووي في المجموع: أجمع المسلمون على تحريم الصلاة على المحدث، إلى أن قال: ولا يكفر عندنا بذلك إلا أن يستحله، وقال أبو حنيفة: يكفر لاستهزائه. انتهى.
والذي ننصحك به هو أن لا تبادر بأداء الصلاة منفردا وتنتظر الجماعة ومتى شعرت أنك حازق ـ أي يدافعك الريح ـ خرجت من المسجد وتوضأت ورجعت إلى المسجد فإن أدركت الصلاة، أو بعضها فذاك، وإلا صليت ولو منفردا، وهذا خير لك من المبادرة بالصلاة منفردا، لأنه ربما حضرت الجماعة ولا يدافعك الريح, قال النجدي في حاشيته على الروض: والحازق مدافع الريح، فليبدأ بالخلاء، ليزيل ما يدافع من بول، أو غائط، أو ريح ولو فاتتة الجماعة. اهـ.
وأيضا لو صليت حاقنا، أو حازقا سواء منفردا، أو في جماعة ففي صحة صلاتك خلاف بين العلماء، كما بيناه في الفتوى السابقة، وويمكنك أن تراجع في صلاة الحاقن الفتويين رقم: 18415133778.
والخروج من الخلاف مستحب طلبا للبراءة في الدين.