التائب لا يؤاخذ بما سلف

14-2-2011 | إسلام ويب

السؤال:
هل الذنوب التي ارتكبها الإنسان في حياته وتاب منها ولم يرجع لها هي السبب في:1ـ عدم التوفيق للزواج.2ـ عدم القدرة علي التعامل مع الآخرين.3ـ النسيان والشرود الذهني وعدم الحفظ.4ـ كره الآخرين للمذنب.5ـ حصول حوادث سيارة، أو أي نوع من الابتلاءات؟.
وشكرا لكم، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك في أن الذنوب والمعاصي من أعظم أسباب المصائب والمتاعب التي يلاقيها الإنسان في هذه الحياة، فقد قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}.

وروى ابن ماجه وصححه السيوطي أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليحرم من الرزق بالذنب يصيبه. وانظر الفتويين رقم: 105112، ورقم: 64270.

ولكن المصائب قد تكون لأسباب أخرى غير الذنوب فقد تكون اختبارا للمرء، أو زيادة في درجاته ونحو ذلك ومن تاب إلى الله تعالى توبة نصوحاً تاب الله عليه وقبل توبته فلم يؤاخذه بما مضى، كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى:25}.

وقال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}.

وفي الحديث: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه أيضاً.

وفي حديث رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب.

وعلى أي تقدير، فإنه لا يمكن القطع بأن هذه المصيبة، أو تلك هي بهذا السبب، أو ذاك، لأن ذلك من الغيب الذي لا يعلمه إلا علام الغيوب، وما ذكر إنما هو في الجملة.

والله أعلم.

www.islamweb.net