الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن للاستغفار فضلا عظيما وفيه خير كثير وثواب كبير في الدنيا والآخرة، فقد قال الله تعالى: فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {عمران: 148}، بعد قوله تعالى: ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا {آل عمران الآية: 147}.
قال أهل التفسير: فآتاهم الله ـ في ثواب الاستغفار واللجوء إلى الله: ثواب الدنيا ـ وهو النصر والغنيمة والعز وحسن الذكر: وحسن ثواب الآخرة ـ وهو النعيم المقيم الأبدي الذي لا يفنى ولا يبيد، وخص ثواب الآخرة بالحسن، إشعاراً بفضله، وأنه المعتد به عنده.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أبو داود عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما.
وقال صلى الله عليه وسلم: سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ـ من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة. رواه البخاري.
وأما فضل الصدقة ومضاعفة ثوابها: فقد جاء فيه قول الله تعالى: مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ { البقرة الآية: 261}.
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تصدق أحد بصدقة من طيب ـ ولا يقبل الله إلا الطيب ـ إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه، أو فصيله. رواه مسلم وغيره.
وأي صدقة قدمها المسلم ضاعف الله له أجرها مهما كان قدرها كما في الحديث الذي مربنا وفي حديث: اتقوا النار ولو بشق تمرة. متفق عليه.
وليس لصدقة التطوع حد لا تصح بأقل منه وعليه، فالصدقة بخمسين ريلا شهريا تعتبر صدقة عظيمة، نسأل الله تعالى أن يتقبلها منك ويضاعف لك أجرها، وبخصوص دفع الصدقة وغيرها لجمعيات البر انظر الفتوى رقم: 95222.
والله أعلم.