الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يصلح أخاكم هذا وأن يلهمه رشده وأن يقيه شر نفسه وسوء عمله إنه سميع مجيب، ومن أهم ما نرشدكم إليه هو الدعاء له والتضرع إلى الله سبحانه ولا سيما في الأحوال والأوقات التي تكون أرجى لإجابة الدعوات، وراجعي بهذا الخصوص الفتويين رقم: 23599، ورقم: 32655.
وتصرفاته هذه التي ذكرتها عنه فيها نوع من السفه والطيش وسعي في الفساد في الأرض بقطيعة الرحم ومحاولة قتل النفس التي حرم الله بغير حق، فيجب عليه أن يبادر إلى التوبة وينبغي أن يبذل إليه النصح والتوجيه الحسن عسى الله أن يوفقه إلى جادة الصواب، وما دام أبوك المالك لهذا البيت فله الحق في طرده منه بل قد يكون هو الصواب إن خشي ضرر هذا الولد العاق على الساكنين معه في المنزل، أو كان طرده من المنزل رادعاً له عن سوء فعاله، وأما إن كان ذلك قد يزيده عتوا وعناداً فالأولى عدمه.
وعلى كل حال، فتقدير المصالح والمفاسد من وراء طرده يرجع تقديرها إلى والدك بحسب ما يظهر له بعد النظر والتفكر، ونوصي أمك بالصبر على فراقه، فعاقبة الصبر خير، وتراجع الفتوى رقم: 18103، وهي عن فضل الصبر.
ولتعلم أنه لا بد من القسوة والعقوبة أحياناً لمن نحب ونرحم والله تعالى هو أرحم الراحمين يعاقب المسيء ويثيب المحسن، كما أننا نوصيها بكثرة الدعاء له، فدعوة الوالد لولده مستجابة، ففي سنن ابن ماجه بإسناد حسن عن أبي هريرة ـ رضي الله ـ عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده.
والله أعلم.