ليس للزوج أن يبيت الأولاد الصغار بعيدا عن أمهم دون رضاها

9-2-2011 | إسلام ويب

السؤال:

أنا زوجة منذ عشر سنوات، ولي طفلان، أسكن بنفس العمارة التى تسكن بها حماتي وأبوها، وتسكن أيضا بجورانا أخت زوجي، ولظروف عمل زوجها بالسعودية فإنها تقضى الصيف فقط بالقاهرة، وأثناء العشر سنوات كان زوجي يسمح لأولادي بالذهاب مع جدتهم إلى عمتهم وقضاء معظم فترة الصيف معهم، وفي بعض الأحيان السماح لهم بالمبيت هناك، وكنت غير راضية بذلك لبعد أولادي عني، خصوصا أني أعمل وأعود من العمل السادسة مساء، وعندما كنا ننزل إلى حماتي لزيارتها لوجود بعض الأقارب، فإن زوجي يسمح لي بالصعود في الحادية عشر مساء لظروف عملي، ولا يسمح لأولادى ليظلوا يلعبون مع أولاد عماتهم حتى الواحدة مساء.
وقد سمح زوجي أيضا بسفر أولادي مع عماتهم وجدتهم إلى المصيف مع اعتراضى بحجة إسعاد الأولاد ولم يكن لدي أي شك في ذلك، وفي السنة الماضية كتب لي الحج أنا وزوجي واتفقنا على ترك الأولاد وخادمتي الخاصة بي عند حماتي، وأعلمت زوجي بأن خالهم سيأتى لأخذ الأولاد لقضاء العيد معه ومع خالاتهم، وجهزت لهم حقائبهم وسافرنا إلى الحج ولم يكن هناك أي مشكلة، وفى يوم عرفات اتصل أخي بحماتي ليستأذنها فى أخذ الأولاد ليقضوا العيد معهم، وأنه سوف يرجعهم ثالث أيام العيد، فإذا بجد زوجي يبلغه بأن هولاء الأولاد أمانة لديه وأنه لن يعطيهم إياهم، فاتصل أخي بزوجي وأعلمه بما حدث فقام زوجي بالاتصال بوالدته وطلب منها أن تعطي الأولاد لخالهم مع حقائبهم، وذهب أخي وأعطته الأولاد مع حقيبة واحدة فقط، وأخبرت الأولاد بأنهم سوف يرجعون بعد يوم واحد فقط، وظلت حماتي تتصل يوميا بأختي وبالأولاد تطلب رجوعهم بعد يوم واحد من ذهابهم إلى أن انتهى الأمر بحدوث مشادة كلامية بين حماتي وأختي، وأرجع أخي الأولاد ثالث يوم العيد عند حماتي، وفى نفس اليوم بعثت بهم حماتي إلى عمتهم لقضاء ثلاثة أيام هناك، وقد أغضبني هذا الأمر كثيراً في الحج، وتسبب فى مشكلة بيني وبين زوجي، ومنذ ذلك الوقت وأنا لا أثق بحماتي وأشعر أنها تريد أن تسيطر على الأولاد وأن يكونوا مرتبطين أكثر بأبيهم مني، وزوجي يساعدها في ذلك اعتقادا منه أنه بذلك يبر أمه، وقد كنت قد اعتدت على الذهاب لأمي بدون أولادي يوما في الأسبوع والمبيت عندها، والرجوع فى اليوم التالي لرعايتها لأنها كبيرة فى السن وتجد صعوبة فى الحركة، ولم تكن هناك أية مشكلة في ذلك مع زوجي، لكن بعد الحج اتفقت مع زوجي بأني سوف آخذ الأولاد معي عند ذهابي لأمي، وهنا أصبحت المشكلة فزوجي لا يمانع في ذهابي ومبيتي عند أمي بمفردي، ولكنه لا يريدني أن آخذ الأولاد معي، وهذا الأمر أرفضه بشدة، ولا أرى له أي مبرر، إلا أن يكون وراء هذا الرفض حماتي التي أظن أنها تريد الاستحواذ على أولادي وزوجي، وأنها تريد أن توثق صلة أولادي بأقاربها فقط دون أهلي. فهل يحق لزوجي أن يمنعني من أخذ أولادي؟ مع العلم أن الأولاد يريدون الذهاب معي؟ جزاكم الله كل خير.

---

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد

فقد سبق أن بينا أنه لا يحق للزوج أن يبيت الأطفال الصغار بعيداً عن أمهم من غير رضاها، وراجعي الفتوى رقم: 143555. لكن لا ينبغي أن تكون مثل هذه الأمور مثاراً للخلاف بينك وبين زوجك أو أهله، فالأمر أهون من ذلك.

 وننبهك إلى أن من محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه، وذلك مما يزيد من محبة زوجها واحترامه لها، وهو من حسن الخلق الذي يثقل الموازين يوم القيامة.

 كما ننبه إلى أنه ينبغي أن تقوم العلاقة بين الزوجين على التواد والتراحم والتفاهم والتغاضي عن الهفوات ومراعاة كل منهما لظروف الآخر.

والله أعلم.