أبعث لكم هذه الرسالة وكلي أمل أن تفيدوني بنصيحتكم وإرشاداتكم، مشكلتي أنني شاب أعمل بإحدى الدول الخليجية كمهندس، وقد عقدت زواجي على فتاة من بلدي على أن يتم الزفاف بعد أن أقوم بكل الترتيبات اللازمة في بلد إقامتي من البيت والفيزا وغيرها، وتم الاتفاق مع أهل زوجتي من البداية على كل شيء من مهر وذهب وغيرها، لكن بعد فترة بدأت المشاكل تحدث من جانب أهل زوجتي، حتى إنهم بدؤوا بنقض الذي اتفقنا عليه، وقد أفهمتهم منذ البداية أنه ليست عندي شقة حاليا في بلدي، وأنني مسجل على شقة وأدفع أقساطها ولم يمانعوا وبعد أن تم عقد الكتاب بدؤوا يتفننون بالحجج وبأنه ليست لدي شقة وغيرها من الأمور، وعندما نزلت للإجازة بعد أن دبرت أمور البيت وفرشه وفيزا لزوجتي بدؤوا يقولون لي ليس عندك بيت في بلدك وبأن الذهب قليل، ويجب أن أشتري أكثر من ذلك، مع العلم أنني في كل مرة كنت أتكلم مع أبيها وأقول له ما هي طلباتكم؟ لأنني لم أعد أفهم ماذا تريدون وعلى الرغم من كل ذلك كنت أحدث نفسي بأن مثل تلك الأمور تحدث وأنها عادية إلى أن جاؤوا قبل الزفاف بيومين وأعادوا لي الذهب وقالوا لي بأنهم لم يعدوا يريدون المضي بهذا الأمر، وبأنه يجب علي أن أطلقها، وهنا اندهشت من ردة فعلهم وأنا أعلم علم اليقين بأنهم يريدون من وراء ذلك أن يضغطوا علي، وأن أرضخ لمطالبهم ويريدون أن أبتعد عن أهلي وأصبح لهم، مع العلم بأنني ملزم بعناية أمي وأخواتي باعتباري الأكبر، وأبي متوفى منذ زمن، و لا أستطيع أن أزعج أمي ولو كان هذا على حساب أنني لن أتزوج، ويعتبرون هذا الأمر بسبب أنني ليس عندي شخصية وبأنني تابع لأمي، مع العلم بأن أمي وخلال كل تلك المشاكل لم تتدخل إلا بالخير حتى إنها قد باعت قسما من ذهبها من دون علمي من أجل أن تقدمه لزوجتي عند الزفاف حتى تتفادى المشاكل، وقد صارحتني زوجتي قبل الزفاف بيومين بأن عندها مشكلة في المبايض والإنجاب، وبأن الطبيبة قالت لها بأنه يجب عليها أن تتداوى، وبأنها من الممكن أن لا تنجب وخبأت هذا الأمر عني، بالإضافة إلى اكتشافي بأنهم أخفوا عني الكثير من الأمور، وهنا لم أعد عندي أي اكتراث للزواج بها، خصوصا بعد أن قاموا برد كل ذلك لي، وعندما رجعت إلى مكان عملي قالوا لي بأنه كان علي أن أرجع لهم بما معناه أن أتوسل لهم بأن يرضوا علي حتى نتم الزفاف، والآن يحاولون أن يبتزوني بأنهم سوف يقومون برفع قضية علي حتى إن الفتاة قامت بالاتصال بي وهددتني بأنه إن لم أعمل ما يريدون فسوف يقومون بإيذائي
وفوق كل ذلك تقول لي بأنني ظلمتها وتتوعدني بغضب من الله، كيف لي أن أظلمها وأنا قد كانت نيتي طيبة اتجاهها، وقد أعددت كل شيء للزفاف ولم أقصر وتكبدت الكثير من الخسائر والديون جراء ذلك، وبعد كل ذلك تقول لي بأنني ظلمتها؟ والمشكلة أنه لم يعد بالإمكان الصلح وهم الآن يتهمونني ويحكون عني أنني بخيل ولئيم، ولذلك رفضوا المضي في الأمر يا فضيلة الشيخ ما ذنبي في كل ذلك؟ أخاف أن أظلم أي أحد حتى لو كان على حسابي، حاولت مرارا وتكرارا أن أصفح، لكن كيف لي أن أعيش معها وقد كذبوا علي كثيرا وابتزوني،
والآن يهددونني برفع قضية وبأنهم سوف يأخذون المهر المقدم والمؤخر، مع العلم أنني لم أدخل عليها.
أفيدوني بنصيحتكم مع الأخذ بعين الاعتبار بأن الرجوع مستحيل إليهم، فما هو رأي الشرع في أخذهم المهر، مع العلم بأنهم هم من يريدون الطلاق ورفعوا قضية علي وأنني لم أدخل عليها؟.
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كنت لم تدخل بزوجتك ولم تخل بها خلوة صحيحة ثم طلقتها فلا حق لها في جميع المهر، وإنما يجب لها نصف المهرـ مقدمه ومؤخره ـ إلا أن تتبرع لها بالنصف الآخر، وانظر الفتوى رقم: 1955.
وإذا كانت زوجتك تطلب الطلاق من غير مسوغ فهي آثمة، ولك أن تمتنع من طلاقها حتى تسقط لك بعض حقوقها أو جميعها، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 8649.