الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان المراد صلاة ست ركعات بين أذان الفجر وصلاة الصبح فهذا لا أصل له، بل قد اختلف العلماء في جواز الزيادة على ركعتي الفجر بعد طلوع الفجر، فذهب كثير من العلماء إلى أنه يكره التنفل بأكثر من ركعتين قبل صلاة الصبح، ولا شك في أن هذا هو الثابت من فعله صلى الله عليه وسلم، وفي النهي عن الزيادة على ركعتين قبل صلاة الصبح حديث مختلف في صحته، وتفصيل هذه المسألة وكلام العلماء فيها مذكور في الفتوى رقم: 116536.
وأما إن كان المراد صلاة ست ركعات قبل أذان الفجر فهذا من قيام الليل، والليل كله محل للصلاة وبخاصة آخره، فإنه وقت تنزل الرب عز وجل إلى سماء الدنيا، وفضل قيام الليل معلوم، وقيام الليل لا حد لأكثره، ولا يتقيد بست ركعات، ولا بأقل ولا بأكثر، بل مهما صلى العبد من الليل فهو مثاب على صلاته، وإن كان الثابت من فعله صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة كما ثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها: فيصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا.
ولا يفوتنا أن ننبهك إلى أن الرؤى والمنامات لا تثبت بها الأحكام الشرعية، وإنما تتلقى الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة وبيان أهل العلم لذلك.
والله أعلم.