الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأنت أيتها الأخت الكريمة مبتلاة بالوسوسة، وهذا داء عضال من استسلم له وانقاد لما يرد عليه من الوساوس أوقع نفسه في شر عظيم وفسدت عليه دنياه ودينه، وليس لهذه الوساوس علاج أمثل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إلى شيء منها، فعليك أن تعرضي عن هذه الوساوس سواء كانت في الوضوء أو الصلاة أو الصيام، واعلمي أنك قد صمت رمضان ولا يلزمك قضاء شيء من أيامه بمجرد شك طرأ عليك أنك أفطرت، فجاهدي نفسك على طرح تلك الوساوس بالكلية فإنها من الشيطان يلقيها في قلبك ليفسد عليك حياتك وينغص عيشك ويبعدك عن طاعة ربك عز وجل.
فاجعلي كلما قال لك الشيطان قد أفسدت صلاتك فقولي له لا لم أفسدها بل هي صحيحة، وإن قال لك قد لزمك قضاء رمضان فقولي له بل لا يلزمني شيء من ذلك وصومي صحيح، وهكذا في كل ما يوسوس لك الشيطان به، وكذا الوساوس في أمر العقيدة فأعرضي عنها ولا تلتفتي إليها، واعلمي أنك باقية على الإسلام بحمد الله، وأحسني ظنك بالله وثقي برحمته ولطفه بعباده وأنه أرحم بعبده من الأم بولدها، فإذا فعلت ما ننصحك به من الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إلى شيء منها فإنها ستذهب عنك بإذن الله، وعليك قضاء ما تركته من الصلوات بسبب الوسوسة، فإنها دين في ذمتك لا تبرئين إلا بقضائها.
وراجعي للفائدة حول كيفية علاج الوسوسة والتخلص منها الفتوى رقم: 51601 ورقم: 134196.
والله أعلم.