الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دعاء الإنسان على نفسه، فقال صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم. أخرجه أبو داود.
وعلى ذلك، فإن ما فعلته من الدعاء على نفسك أن تصاب بهذا البلاء مخالف للأمر النبوي، ثم اعلم أن السبيل القويم في حمل النفس على ملازمة التقوى والأعمال الصالحة لا يكون بمثل هذا المسلك المخالف لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ولعلك قد لاحظت أن هذا لم يجن عليك إلا الشر في دينك بترك الصلاة وفي دنياك بترك المذاكرة وطلب العلم وهذا غير مستغرب، فقد قال الله جل وعلا: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ { النور:63}.
ولا سبيل إلى الجزم بكون ما أصابك نتيجة استجابة دعائك، ولكن الذي ننصحك به هو أن تكثر من الدعاء أن يعافيك الله وأن يصرف عنك السوء، ثم عليك أن تأخذ بأسباب دفع هذا المرض من التداوي بالطرق المشروعة ويجب عليك أن تقضي الصلوات التي تركتها، وراجع الفتوى رقم: 147263.
والله أعلم.