الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى هذه القصة النسائي عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبيه قال: سمعت عثمان -رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإنّهَا أُمّ الْخَبَائِث!ِ إنّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمّنْ خَلاَ قَبْلَكُمْ تَعْبّدَ فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةٌ غَوِيّةٌ، فَأَرْسَلَتْ إلَيْهِ جَارِيَتَهَا فَقَالَتْ لَه: إنّا نَدْعُوكَ لِلشّهَادَةِ، فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا فَطَفِقَتْ كُلّمَا دَخَلَ بَابا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ، حَتّى أَفْضَى إلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ عِنْدَهَا غُلاَمٌ وَبَاطِيَةُ خَمْرٍ، فَقَالَتْ: إنّي وَاللّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِلشّهَادَةِ وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيّ أَوْ تَشْرَبِ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرَةَ كَأْسا أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلاَمَ. قَالَ: فَاسْقِينِي مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأْسا فَسَقَتْهُ كَأْسا. قَالَ: زِيدُونِي فَلَمْ يَرِمْ حَتّى وَقَعَ عَلَيْهَا وَقَتَل النّفْسَ. فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ، فَإنّهَا وَاللّهِ لاَ يَجْتَمِعُ الإِيمَانُ وَإدْمَانُ الْخَمْرِ إلاّ لَيُوشِكُ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ.
والله أعلم.