الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنهنئك أولا بنعمة الله تعالى عليك بالتوبة، وهذه نعمة عظمى ومنة كبرى تستوجب الشكر بالقلب واللسان والجوارح، وننصحك بسلوك السبل التي تعينك على الثبات على الخير بالحرص على تعلم العلم النافع والعمل الصالح، ومصاحبة الأخيار المستقيمين ليكونوا عونا لك على الطاعة. ولمزيد الفائدة راجع الفتويين رقم: 1208، ورقم: 12744.
وإذا كان الأمر على ما ذكرت من أنك تخشى الرجوع إلى هذه المعصية مرة أخرى بسبب تواجدك في مكانك هذا، وأنك ستجد مأمنا في البلد الذي ستهاجر إليه، فالهجرة مشروعة في حقك، وتعهد أهلك بالاتصال عليهم وتفقد أحوالهم وزيارتهم كلما أمكنك ذلك، وننصحك إلى المبادرة إلى الزواج قدر الإمكان، ففيه العصمة من أسباب الفتنة، ولو فرضنا أن لم يزوجك أهل بلدك فأرض الله واسعة ونساء الأمة كثر.
وأما من يحاول أن يعيرك بماضيك ويشين سمعتك، فذكره بالله تعالى وبخطورة مثل هذا التصرف منه، وأنه قد يعاقب بما يشين سمعته ويخزيه بين الناس، فقد روى الترمذي عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه: لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله.
والله أعلم.